
دائماً ما ينتظر عشاق سلسلة فيفا هذا الوقت من العام بفارغ الصبر للحصول على الإصدار الجديد من لعبة كرة القدم الأكثر شعبية حالياً. أيام قليلة تفصلنا عن إصدار لعبة FIFA 19، اللعبة التي يأمل من خلالها عشاق السلسلة نسيان معاناتهم مع الجزء السابق، والذي تلقَّى انتقادات لاذعة من اللاعبين والمحترفين على حدٍ سواء لكثرة العيوب التي عانى منها. شركة Semitic deity لم تدخِّر جهداً في التسويق بكافة أشكاله للعبة فيفا ١٩، والديمو الذي صدر في بداية الشهر قدَّم تجربة ممتازة رفعت من سقف التوقعات بشكلٍ كبير. السؤال المهم كان دائماً هل ستفي النسخة الكاملة بالوعود وتأتي عند حسن ظن اللاعبين؟ للإجابة عن هذا السؤال ومعرفة كافة التفاصيل عن اللعبة يمكنكم تفقد مراجعتنا هذه.
لنبدأ بالحديث عن التغييرات داخل الملعب
والتي عملت عليها شركة Semitic deity بشكلٍ جاد هذا العام سعياً منها لتقديم لعبة كرة قدم أكثر واقعية. ستلحظ منذ اللحظة الأولى أن حركة اللاعبين تبدو أبطأ بشكلٍ ملحوظ مما كانت عليه، وأن عامل السرعة أصبح أقل أهمية من الأجزاء السابقة، فالآن أصبح بإمكان المدافع اللحاق بالمهاجم السريع رغم فارق السرعة، الأمر الذي سيعيد هيبة بعض اللاعبين الممتازين من أصحاب السرعات البطيئة. قد لا يروق ذلك للبعض في البداية، ولكنها خطوة جيدة بهدف تقديم لعبة أكثر واقعية. التمريرات أصبحت أكثر صعوبة وعليك التفكير قبل التمرير وإلا فتوقع مشاهدة المزيد من التمريرات الخاطئة، بالمقابل فإن الكرات العرضية أصبحت أكثر فعالية ودائماً ما تشكِّل خطراً كبيراً على المرمى، لذلك عليك الاعتماد على الأجنحة في خطتك لهذا العام. المزيد من المهارات تمت إضافتها كعادة السلسلة، بعضها يبدو استعراضياً إلى حدٍ كبير مثل المهارة الخاصة باللاعب نيمار (Rainbow Flick)، وبعضها يبدو عملياً ومفيداً مثل المهارات الخاصة باللمسة الأولى وكيفية استلام الكرة بطريقة تخدع بها خصمك. نظام حجز الكرة أصبح أكثر واقعية، فلم يعد بإمكانك الآن الاستمرار بحجز الكرة بسهولة لفترة طويلة كما كان الحال في الجزء السابق.
تم التعديل على بعض أنواع التسديد لجعله أكثر صعوبة، فالتسديدة الأرضية Driven Shot كانت في الجزء الماضي طريقة سهلة لتحقيق هدف محقق لدرجة جعلت جميع المحترفين يعتمدون عليها بشكلٍ كامل، أما الآن فأصبح تنفيذها أكثر صعوبة حيث يجب عليك الضغط على L1 + R1 (تحكم Alternate على جهاز البلايستيشن) معاً بالإضافة إلى زر المربع، الأمر الذي سيدفع اللاعبين لاستخدام حلول أخرى في بعض الحالات. وبالحديث عن التسديد، فواحدة من الإضافات الهامة هذا العام هي ميزة regular Finishing، والتي تسمح لك بتسديد كرات أكثر فعالية. الآن عندما تضغط على زر التسديد للمرة الأولى، سيكون عليك لتفعيل الميزة الجديدة الضغط على زر التسديد مرة ثانية لحظة وصول الكرة إلى قدم أو رأس اللاعب. التوقيت المثالي يعني تسديد كرات أكثر قوة ودقة، أما في حال أخطأت التوقيت بفارق بسيط فلا تزال لديك فرصة لتسجيل هدف، ولكن التوقيت الخاطئ بفارق كبير يعني مشاهدتك لكرة ضعيفة وغير دقيقة على الإطلاق. الميزة الجديدة اختيارية بالكامل، حيث ما زال بإمكانك الاعتماد على التسديد التقليدي الكافي لإحراز العديد من الأهداف، ولكن المخاطرة قد تكون مهمة أحياناً للحصول على نتائج رائعة عند التسديد.
من الإضافات الجديدة الهامة نظام الخطط الديناميكي الجديد، حيث أصبح بإمكانك الآن تخصيص four خطط مختلفة (بالإضافة إلى خطتك الرئيسية) والتغيير بينها بسهولة أثناء المباراة بالضغط على الأسهم دون الحاجة للتوقف. كل خطة يمكن تخصيصها بعدة عوامل مختلفة كالتشكيلة والمراكز والتعليمات للاعبين، بالإضافة إلى تكتيك مختلف للفريق بأكمله أثناء الدفاع وأثناء الهجوم. وبالحديث عن التكتيك، علينا أن نشيد بطريقة التقديم الجديدة فالآن سيظهر على الشاشة رسم توضيحي لطريقة تحرك اللاعبين وفقاً للتكتيك المستخدم، عوضاً عن تلك الأرقام المبهمة في الأجزاء الماضية والتي كان من الصعب معرفة تأثيرها في أرض الملعب. نظام الخطط الديناميكي الجديد يضيف بعداً تكتيكياً جديداً بالكامل لسلسلة، فالآن أصبح بإمكانك تغيير الخطة وفقاً لمجريات المباراة واختيار الخطة المضادة لخصمك مباشرةً. على سبيل المثال، عندما تكون متفوقاً وترغب في الحفاظ على النتيجة، فإنك سترغب بالتقوقع في الخلف بخمسة مدافعين مع الاعتماد على الكرات الطويلة لاستغلال المساحات في دفاع خصمك، وعلى العكس فإنك ستقوم بزيادة الضغط على حامل الكرة ودفع اللاعبين إلى الأمام عندما تكون متأخراً في النتيجة.
أسلوب اللعب مع الإضافات الجديدة يبدو على الورق رائعاً وكأننا مقبلون على أفضل جزء في تاريخ سلسلة فيفا، لكن للأسف فالسلسلة عودتنا على تواجد بعض العيوب التي تفسد التجربة. رغم محاولة جعل اللعبة أكثر واقعية، لكن ما يزال الهجوم أقوى بشكلٍ ملحوظ من الدفاع وتسجيل الأهداف يبدو أحياناً أقرب للعبة كرة اليد منه للعبة كرة القدم، يشمل ذلك ضربة البداية (kick off)، حيث يحصل الفريق الذي يلعب الكرة على أفضلية كبيرة جداً لتسجيل هدف واختراق دفاعاتك بسهولة. إذاً عليك أن تستعد من الآن لمشاهدة العديد من الأهداف في المباراة الواحدة! بالإضافة إلى ذلك، فإن أسلوب اللعب يبدو مختلفاً في بعض المباريات، فوفقاً لتجربتي لعدد لا بأس به من مباريات الأونلاين في النمط الأكثر شعبية final Team، هناك لحظات ستشعر بأنها لعبة مختلفة لدرجة أن غالبية عيوب فيفا ١٨ متواجدة فيها. تمريرات الخصم ستمر بكل سهولة من بين أقدام اللاعبين وكأنهم غير موجودين على الإطلاق. لن تتمكن من استخلاص الكرة من خصمك مهما فعلت، فحتى لو قام لاعبك فعلاً بقطع الكرة، فإنها سترتطم به بشكل غريب وتعود إلى خصمك مرة أخرى. تكرر هذا المشهد عدة مرات متتالية! ستشعر أن أسلوب اللعب بأكمله أصبح عشوائياً بشكل غريب ومثير للريبة! من الصعب حالياً تحديد سبب ما حدث في تلك المباريات، ولكن من المعروف لدى العديد من اللاعبين أن اللعبة تميل للفريق الأضعف أو للفريق المتأخر في النتيجة وتعطيه دفعة تسمح له بالعودة في المباراة، وقد يكون ذلك تفسير ما حدث. ما زال علينا لعب المزيد من المباريات للتأكد من صحة ذلك. أمنيتنا حالياً أن يتم حل تلك المشاكل قبل بداية بطولة نهاية الأسبوع FUT Champions Weekend League بعد أسبوعين تقريباً من الآن.
بعيداً عن أسلوب اللعب، أجواء الملاعب تبدو رائعة بفضل تفاعل الجمهور بأشكاله المختلفة كالهتافات ولوحات التيفو (Tifo) التي يحملونها لأشهر اللاعبين كرونالدو ونيمار وغيرهم. الرسوم أيضاً تبدو أفضل بشكلٍ عام، كما تم تحسين وجوه اللاعبين بشكلٍ ملحوظ لتبدو أكثر واقعية، خصوصاً أولئك المشهورين منهم أمثال بوغبا. يوجد تفاصيل أخرى بسيطة هنا وهناك سنكتفي بالذكر منها تواجد مجموعة جديدة من الاحتفالات عند تسجيل الأهداف مع إمكانية تنفيذ احتفال عشوائي أو حتى تخطي الاحتفال بالكامل.
نأتي الآن على ذكر التغييرات خارج المستطيل الأخضر، الأمر الذي كان دائماً نقطة تفوق سلسلة فيفا على سلسلة PES. بدايةً، فإن اللعبة تستمر في ترخيص العديد من الفرق واللاعبين والبطولات حول العالم، بل تمكنت هذه السنة من إضافة المزيد من التراخيص كالدوري الصيني، والأهم من ذلك الاستحواذ على حقوق بطولة دوري أبطال أوروبا UEFA Champions League من المنافس المباشر PES، حيث ستتمكن الآن من لعب بطولة خاصة بدوري الأبطال وسماع النشيد الخاص به، كما ستتواجد كروت خاصة به في نمط final Team. بعيداً عن التراخيص، أسلوب التقديم ممتاز كعادة السلسلة من تصميم القوائم الأنيق إلى التعليق على المباريات وغير ذلك.
تستمر اللعبة في تقديم مجموعة متنوعة من أنماط اللعب المناسبة لجميع الأذواق، ويشمل ذلك أنماط جديدة تمت إضافتها هذا العام. لنبدأ مع نمط Kick-off، والذي كان مقتصراً على لعب المباريات الودية فقط، أما الآن فتمت إضافة أنواع أخرى من المباريات تحت هذا النمط كمباريات دوري الأبطال ومباريات نهائي بطولة من اختيارك، والأهم من ذلك كله مباريات House Rules، والتي تحتوي على قوانين مجنونة مثل أن يتم احتساب الهدف المسجل عن طريق تسديدة من خارج منطقة الجزاء بهدفين، أو أن يتم طرد لاعب بشكل عشوائي من الفريق الذي قام بتسجيل هدف، أو أن يتم احتساب الأهداف المسجلة عن طريق الكرات الرأسية والمقصية فقط، أو حتى يمكنك اللعب بدون حكم فلن يتم احتساب الأخطاء أو حالات التسلل! هذا النوع من المباريات يضفي نكهة جديدة على سلسلة فيفا وبالتأكيد سيكون ممتعاً عند اللعب مع الأصدقاء.
يعود نمط The Journey للعام الثالث على التوالي ليروي قصة اللاعب Alex Hunter، بالإضافة إلى شقيقته Kim وصديقه Danny Williams. تماماً مثل الأجزاء السابقة، عليك خوض المباريات والحصص التدريبة واتخاذ بعض القرارات أثناء مشاهدة المقاطع السينمائية، ولكن الجديد في هذا الجزء أنك ستتمكن من التبديل بين الشخصيات أثناء أحداث القصة، حيث يسعى أليكس لتحقيق حلمه بالانضمام إلى فريق ريال مدريد وتحقيق دوري الأبطال معهم، أما داني فيرغب بإثبات نفسه مع فريقه رغم كل المتاعب التي يتعرض لها ومضايقات شقيقه له، في حين تحاول كيم حجز مكان لها مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية والمشاركة في بطولة كأس العالم وتحقيق اللقب. سيكون عليك في بعض الأحيان تفضيل شخصية على الأخرى، فعلى سبيل المثال، عندما يتواجه أليكس وداني في إحدى المباريات سيكون عليك اختيار أحدهما للعب به.
بالنسبة للنمط الأكثر شعبية في سلسلة فيفا، ألا وهو نمط final Team، فتقريباً لا يوجد أية إضافات تستحق الذكر هنا باستثناء استبدال ما كان يُعرف باسم on-line Season بـ Division Rivals. المبدأ واحد وهو لعب المباريات عبر شبكة الإنترنت والحصول على الجوائز وفقاً لتصنيفك ضمن اللاعبين حول العالم. الجديد هنا أن الجوائز أصبحت مغرية أكثر، وهي محاولة من الشركة لإعادة الحياة لهذا النمط الذي تم هجره لصالح بطولة نهاية الأسبوع.